الرجل المناسب

ليس غريباً البتة على نادٍ من قماشة ريال مدريد الاسباني ان يستقطب ألمع نجوم العالم في رياضة كرة القدم، فالسنوات الغابرة تكشف لنا بوضوح مدى الجاذبية التي يتمتع بها هذا الصرح العريق لناحية قدرته على الحصول على من شاء من لاعبين، مهما علا شأنهم.
في الواقع، يشكل ارتداء قميص «الملكي» فرصة نادرة بالنسبة الى «سعيد الحظ» للحصول ربما على راتب معتبر، إلا ان ذلك ليس كل شيء، فمجرد الانضمام الى صفوف «البيت الأبيض» يشكل حلماً لصاحبه ومفخرة يعتز بها، لا بل يُنصّع بها سيرته الذاتية.
مدريد بحد ذاتها ليست ركيزة العالم ولم تكن يوما «عاصمة أوروبا»، ولطالما افتخرت «القارة العجوز» بباريس كعاصمة تزخر بالفن والتاريخ والجمال والموضة.

اللافت كيف ان نادي ريال مدريد، ابن العاصمة الاسبانية، نجح في ترسيخ نفسه عاصمة لكرة القدم الاوروبية، ربما بفضل الالقاب القياسية التسعة التي حققها على صعيد كأس دوري أبطال أوروبا، دون ان ننسى بالطبع الاسماء اللامعة التي مرت في «سانتياغو برنابيو».

لا يمكن نكران عراقة يوفنتوس وميلان وانترميلان على الساحة الايطالية، ومانشستر يونايتد وليفربول على الطبق الانكليزي، وبايرن ميونيخ على الصعيد الالماني، غير ان ريال مدريد يبقى يشكل حلم أي لاعب، باستثناء ربما، الكاتالوني المتعصب.

حتى البرتغالي لويس فيغو لم يشعر باكتفاء ذاتي داخل صفوف برشلونة العريق، وكان يعي بأن سيرته الذاتية المثقلة نجاحات لا يمكن ان تكتمل إلا بإضافة «ريال مدريد» الى خانة الاندية التي لعب لها.

ريال مدريد ليس مجرد ناد، هو في الواقع امتداد رياضي لعاصمة أوروبية عريقة، هو رمز رياضي للعاصمة الاسبانية.

البرازيلي ريكاردو كاكا والبرتغالي كريستيانو رونالدو، على كبر اسميهما، لن يكونا في ريال مدريد أكثر من أرقام عظيمة تمر في هذا الصرح الذي اعتاد العظماء ولم يشبع!

أسماء عادية كثيرة سبق لها ارتداء قميص ريال مدريد، فلطخت صفاء الصورة الملتصقة بهذا النادي الذي لا يليق به سوى «الكبار».

فلورنتينو بيريز لا يبالغ في طموحاته، فهو لا يقوم سوى بما تُمليه عليه واجبات رئاسة أعظم نادٍ في العالم.

بيريز يدرك حقيقة ريال مدريد ويقدر منصب الرئاسة فيه.

هو بلا شك «الرجل المناسب... في المكان المناسب».




" نقلا عن جريدة الراي الكويتية "